عشره ملايين دولار وحملة إجتاحت مواقع التواصل الإجتماعي اليوتيوبر ابو فله شغل العالم في أيامه الأخيره في حملته الإنسانية اجمل شتاء في العالم لكن خلف المكان الذي يجلس فيه أبو فله يوجد صرح مرعب عملاق هو أطول مبنى في العالم وأطول هيكل صنعه البشر في تاريخنا برج خليفه اعجوبة هندسية.
برج خليفة
مع بداية الألفية الثانيه وضعت إمارة دبي في الامارات العربيه المتحدة عملاقة لاعادة تطويل المدينة وتحويلها لوجهة سياحية عالمية من بين الخطة كان البرج العملاق الذي قرر أن يكون هو محور التطور والحداثة بطول شاهق وشكل مبهر وتصميم داخلي رهيب انطلقت أعمال بناء برج دبي من يناير في عام 2004 منح المهندس المعماري آدريان سميث جهاز تصميم البرج وتم اختيار شركه هايدر للإستشارات لكي تشرف علي الأعمال الهندسية ومجموعة شركات دار الإستشارية الهندسية الدولية المحدودة للإستشراف على الهندسة المعمارية فيما كانت شركة سامسونج الكورية هي الشركة المنفذة أما التصميم فقد استمد من العمارة الاسلامية وتحديدا الشكل المشابه للجامع سامراء في العراق والمعروف باسم جامع الملوية.
وصلت تكلفة المشروع الى مليار ونصف المليار دولار امريكي وتم الافتتاح في يناير من عام 2010 ليعلن عن انطلاق عهد جديد لمدينة دبي عنوانها يتلخص في صنع المستقبل وفي الحاضر لكن خلف الزجاج البراق والمشهد المذهل كانت هناك مصاعد عدة طلبت عجائب هندسية لتخطيها ويمكن القول انها شكلت تاريخا جديدا في مجال الهندسة والبناء كون البرج كان الأطول من نوعه في التاريخ فكيف تم البناء
أعمال البناء
كما يعلم الجميع تقبع دبي في منطقه صحراوية يغلب عليها طابع التربة الرخوه التي لا تتحمل بناء بهذا الطول والوزن وقد بلغ وزن برج خليفه بعد نهاية بنائه بما يعادل وزن 10ألاف فيل وفي طبيعة الحال وفي كل مرة يبنى فيها بناء شاهق يضع المهندسون احتمال إنغراسه في الأسفل قليلا فيما بعد لكن على وضع التربة يمكن ان تؤدي الى انهيار البرج او حتى ميلانه بشكل كبير واكبر مثال على ذلك برج بيزا المائل في ايطاليا ففي الواقع البرج يتمتع بأساسات تصل لثلاثة امتار لكن طبيعة تربه الرخوه التي دشن عليها أدت في النهاية إلى ميلانه.
ولتجاوز العقبة الأولى من بناء برج خليفة شكل فريق من أمهر المهندسين في العالم وعلي رأسهم بيل بيكر وبعد ايام من عمليات الحفر والفحص كان الطريق مسدودا إلا أن بيكر ومن معه وجدو الحل بعد أيام تم تأسيس قاعدة رئيسية للبرج على شكل حرف Y بأسمنتية تبلغ سماكتها ثلاثة امتار ونصف مع عمق سبعة أمتار تحت الارض لتغطي مساحة 7500 متر مربع وكانت تلك هي المساحة الطافية على التربة الرخوة حيث تم توزيع الوزن بين الأطراف الثلاثة لتبقى صامدة واسفلت تلك القاعدة يوجد 194 ركيزة اسمنتية قطر كل واحده منها متر ونصف وتلك القواعد تمتد لبعد خمسين مترا اسفل التربة الرخوة إلا أنها مختلفة عن جميع الأساسات التقليدية فهي في النهاية لا تستند على اي صخور صلبة بل بقيت في عمق التربة وتستمد ثباتها من الاحتكاك وذلك على اساس وزن الذي يولد الاحتكاك بين القواعد والتربة والإحتكاك بدوره يعطي قوة كبيرة تطبق بشكل مفاجئ وتمنح البرج ثباتا وقوة لا مثيل لها لتكون عملية بناء الاساسات هي اللي الأعجوبة الأولى في صرح دبي.
المشاكل اللتي واجهها فريق العمل في البناء
صعد البرج للسماء بسرعة البرق طابق خلف طابق ومترا خلف متر ليبدء بتحطيم الارقام والصعود نحو السماء لكن الصعاب بدأت تظهر وهذه المرة بطريقة مختلفة فيقول المهندسون القائمون على عملية البناء أنه في البداية كانوا قادرين على بناية طابق كامل في يوم واحد ولكن مع ازدياد الارتفاع كانوا بحاجة الى المزيد من الوقت او بوضوح وقت طويل والسبب هو الإسمنت الذي كان يضخ في الأساسات والأعمدة حيث كان عليهم ضخ الإسمنت من الأسفل الى الأعلى وفي العاده يستغرق ضخ الاسمنت لإرتفاع 15 مترا دقيقة كاملة ولكن كيف سيكون الحال على إرتفاع 600 متر فتلك هي المرة الأولى التي يصل فيها الإسمنت إلى هذا الإرتفاع حينها كان الجميع حائرا في الطريقة الصحيحة فإذا تم ضخه بالطريقة التقليدية قد يستغرق الامر أيام والمعضلة الأكبر أنه خلال عملية الضخ انه قد يتجمد الإسمنت في الأنابيب وهنا ستقع المصيبة بتعطل الآلات وتوقف العمل بالكامل وبعد تجارب عدة على الآلات وغيرها كان الحل بعيدا المنال وتضح أن المشكلة حلها يكمن في الإسمنت تحديدا إذ بالإستعانة بخبراء كيمياء نجحت الخطه التي تمت على أساس إضافة مادة للإسمنت تساعد على عدم تجمده ليبقى رخوا وقادرا على التدفق عبر الأنابيب وهي الخطة التي اثبتت كفاءة عالية وساعدت عجلة العمل على الدوران بسرعة أكبر ودون أي مشاكل او أعطال تذكر.
مصاعد ونفافة وخزانات عملاقة
بعد اكتمال البناء كان هناك معضلتان فيه الاولى هي عملية تشغيل المصاعد خصوصا أن البناء الذي وصل إرتفاعه إلي 829مترا بواقع 160 طابق لا يمكن ان تعمل فيه المصاعد بالشكل التقليدي بالأبنية الشاهقة والتي تعتمد على التوقف في كل طابق وذلك لخدمة أكبر عدد من المستخدمين لكن في برج خليفة اذا سار الأمر بهذا الشكل فسيتوجب على المستخدمين إستغراق ساعات في الوصول لبعض الطوابق المرتفعة لكن مهندسين مختصين وجدوا الحل او بشكل أصح وضعو شبكة نقل داخل المدينة العملاقة ففي المحيط الأساسي الرئيسي للبرج يوجد 28 مصعدا جميعها يمكنها حمل 38 شخصا في كل واحد و بدلا من أن تعمل جميعها بذات الطريقة تم تقسيم المصاعد حيث يوجد ثلاثه مصاعد تأخذ لمحطات رئيسية في البناء ومن تلك المصاعد ينتقل الشخص لمصعد آخر ينقله لطوابق قريبة من بعضها وبذلك يتم تقليص العمل والوقت بضمان أكبر.
أما المعضلى الثانيه فكانت طريقة إصال المياه الى الطوابق العلوية خصوصا أن أغلبها استخدمت كم منازل سكنية ما يجعلها تستهلك مياها بشكل طبيعي كالمنزل وبحكم قانون الجاذبية كانت فكرة دفع المياه بشكل مباشر صعبة للغاية وقد تكون غير مجرية لوقت طويل بسبب الأعطال وغيرها وبدل من الضخ مستمر وضعت خزانات ضخمة في طوابق مختلفة تلك الخزانات تصلها المياه بشكل دوري عند الحاجة وفي ذات الوقت في حاله توقف الضخ فهي كافيه للبرج بالكامل لمدة تفوق اليومين إذ أن المياه تنتقل منها لبقيه الطوابق والمنازل وذلك بقوة مناسبة وبشكل مباشر كون الخزانات وضعت من الأعلى الى الأسفل فعملية التعبئة عبر آلات مخصصة أما التوزيع فيتكفل فيه قانون الجاذبية وحده دون مشاكل يعمل في هذا البرج ما يقارب الإثنين عشر ألف شخص ويمكن ان يصل تعداد الناس فيه إلي ثمانية وثلاثين ألف شخص ليشكل بذلك تحفة معمارية وهندسية موديلات الوقت مدينه عمودية عجيبة يمكن أن يقال انها الأولى من نوعها يعيش فيها العالم بشكل عمودي مع كافة وسائل الرفاهيه والحياة دون مشاكل.
إرسال تعليق