جزر الصين الصناعية القواعد العسكرية السبعة
كان احد القوارب الفيتنامية الصغيرات يجب في الظلام دمرت عاصفة هوائية الراديو الخاص بالقارب وتوقف الجهاز "الجي بي اس" -الذي يستخدمه الصيادون للفقراء للتنقل- منذ فترة طويلة عن العمل فاصبحو يبحرون بالاعتماد على النجوم كما فعل اجدادهم القداما وبينما هم يمشون في مكان غريب عنهم كلهم امل بالوصول الى اليابسة وفجأة فقد سطع ضوء قوي امامهم لم يقوم معه على الرؤيه تماما والذي كان قادما من سفينة صينية ضخمة والتي كانت تتجه بسرعة نحو قارب الصيدي الصغير، فمن كان على متن السفينة لماذا حصر القارب الصغير وما الغرض من تلك الاجراءات.
لم يلاحظ الصيادون اقتراب السفينه مطلقا كما ظهر زورقان ممتلئان بمشاة البحر الصينية وكان الجنود علي متنها يوجهون رشاشات على القارب الصغير مع صيحات مسعورة تطالب بالاستسلام بعدها ساعد جنود المارينز الصينيون الى المركب الصغير ودفعو الصيادين إلي اليابسة كما قام بربط ايديهم خلف ظهورهم قبل ان يعلمو انه قد تم القبض عليهم وبدء استجواب بمجرد الوصول الى مركز الشرطه كما تم احتجازهم مؤقتا قبل ان يطلق صراحهم نهايه المطاف وتتم اعادتهم الى وطنهم فيتنام بينما تم تفكيك القارب الى قطع صغيرة بحثا عن معدات تجسس سرية ومنذ ذلك اليوم لم يرىط الصيادون قاربهم مجددا ولكن ماهي جريمتهم؟.
بحسب الصحافة الصينية فقد كانت جريمتهم انهم قد ابحرو بالصدفة من احد التحصينات العسكرية الصينية الاكثر شدة في بحر الصين الجنوبي لقد بدء الجدل في عام 2014 عندما بدأت الصين بتوزيع خطط لقوتها العسكرية وسيادتها الوطنية بقوة في الجنوب البحر الصيني ومع اكبر اسطول من المعدات البحرية في العالم بدات في بناء سبعة شعاب مرجانية منعزلة في بحر الصين الجنوبي على بعد مئات الكيلومترات من البر الرئيسي للدولة حيث امتصت السفن الضخمة الرمال من قاع المحيط وخزنتها بخزانات ضخمة واطلقتها على الشواطئ الصغيره لتلك الشعاب المرجانية الصغيرة وحينها بدء البناء تدرجيا لتحويل الشعاب المرجانية الى جزر حقيقية بينما قبلت الخطوة على الفور بإدانة دولية لكل من الفيتنام والفلبين والجيران الاخرين و الذين كانت لديهم مطالبهم الخاصة الاكثر شرعية في المنطقة والتي تجاهلتها الصين الى حد كبير حيث و نقلا عن خريطة رسمتها الحكومة الوطنية الصينية في الأربعينيات والادعاءات مشكوك فيها حول استكشاف البحر خلال عهد اسرة "مينغ" تؤكد الصين ان خطا من تسعة مناطق بحرية يمتد على طول الطريق الى ماليزيا في الجنوب والفلبين الشرق ويعمل على طول ساحل فيتنام على انه خط وطني حقيقي للصين و تشمل تلك المناطق التسعة خط بحر الصين الجنوبي باكمله تقريبا ويتجاهل مناطق الاستعباد الاقتصادي للدول المجاورة على النحو المنصوص عليه في القانون الدولي.
الى جانب جيشها من الحفارات نشرت الصين ايضا أسطولا ضخما من خفر السواحل المخصصه لتخويف ومضايقة سفن الدول الاخرى ومسلحا بخراطيم المياه ولديه امر بمهاجمة كل من على متن سفن صيد فيتنامية وماليزية وفلبينية بينما كانت تلك السفن ترافق اساطيل الخاصة بها الى مناطق ليست لها في العالم من اجل حراستها اثناء الصيد في خطوة جريئة ومثيرة للجدل نقلت الصين منصة تنقيب عن النفط مباشرة الى المياه الفيتنامية وبدأت باستخراج النفط والغاز الطبيعي من الموقع وقد كانت استراتيجيتها ذات شقين:
أولا ان تبني الشعاب اصطناعية في جميع انحاء جزر "براسيل" وجزر "سبراتلي" وتحولها الى ارض صلبة ثم تقوم بتحريك القوات العسكرية الصينيه الى هناك بموجب القانون الدولي لا يمكن لدولة المطالبة بالمياه حول جزيرة ما اذا لم يكن هناك سكان من تلك الدولة في تلك الجزيرة وهذا هو السبب في مواجهة المزاعم الصينية حيث تحتفل البحريه الصينية في انتظام متمركزين من قديمة حول الشعب المرجانية في جزر"سبراتلي" ويعتمد هؤلاء جنود على اعادة الامداد من السفن البحرية الفلبينية لكل شيء من البطاريات الى الطعام والماء ولكن على الفور تقريبا بدأت البحرية الصينية في منع السفن البحرية الفلبينية من الوصول الى تلك السوفن في محاولة ابعادهم عن مواقعهم.
ثانيا هو عملوا استراتيجية للمطالبة بشكل غير قانوني لبحر الصين الجنوبي هو بناء وجود عسكري كبير بما يكفي بحيث لن يكون من الممكن ببساطة اخراجها من تلك المنطقة بينما سيكون ذلك امرا صعبا لأنه سيتطلب جهود ضخمة للبناء على مدى سنوات عديدة حتى تصبح الجزر كبيرة بما يكفي الاستيعاب كميات كبيرة من المعدات عسكرية.
والفيتنام وجيرانها في جنوب بحر الصين اضعف من الناحية العسكرية بحيث لا يمكنهم فعل اي شيء حياله توسع الصين لذالك تقدم بشكوى الى الامم المتحدة وفي عام 2016 أكد حكم صادر من المحكمة الدولية أن مزاعم الصين وقدرات استصلاح الجزر امر غير قانوني وامر
بوقف ما اسماءه التوسع في الشعاب المرجانيه المتنازع عليها ولكن الصين تجاهلت ذالك الحكم كما لم يفعل العالم شيئا بعدها لفرض تلك الشروط، اما السؤال الحقيقي الان فهو
لماذا توجه الصين كل قواتها من اجل بناء قواعد تلك الجزر
والاجابة على ذلك لها ثلاثة اسباب
السبب الاول اقتصادي: بحيث يحتوي بحر الصين الجنوبي على 190 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي و 11مليار برميل من احتياطات النفط ويعتقد ان هناك المزيد من الاحتياطات الغير مكتشفة وذلك الفائض من الطاقة يساوي التريليونات والى جانب النفط والغاز الطبيعي تعد المنطقة وايضا مواطنا لبعض مناطق الصيد الخصبة المتبقية في العالم التي تبلغ قيمتها المليارات من العائدات وعن طريق التفوق الى كل الدول الاخرى ومطالباتها المشروعة في المنطقة فقد كرست الصين نفسها لتكديسي ثروة مذهلة.
السبب الثاني انه لطالما انزعجت الصين مكانة الولايات المتحدة كشريك أمني إقليمي مع جيرانها حيث ان احد اعظم طموحاتها هو طرد الاخيرة من جنوب المحيط الهادئ وبالتالي تخويف جيرانها في مجال نفوذها السياسي هو نفس ما كانت تبيعه الحكومة الصينية عندما كانت تابعة للاتحاد السفيوتي خلال الحرب العالميه الثانيه كما ويعد بحر الصين الجنوبي اليوم اكبر شريان تجاري في العالم حيث تمر عبره تجاره بمئات المليارات من الدولارات وتضمن كل عام وتضمن البحرية الامريكية حرية الملاحة لجميع السفن في المنطقة.
السبب الثالث هو رغبة الصين بترسيخ نفسها في بحر الصين الجنوبي من اجل حماية نفسها من بعض القوات العسكرية حيث قامت ببناء ما يقارب 100 مخبأ للطائرات الحربية عبر جزرها الصناعية السبعة واستثمرت المليارات في بطاريات الصواريخ المضادة للسفن والطائرات والردارات بعيدة المدى ومعدات استخبارات الاشارات وحتى بطاريات الدفاع الصاروخي كما تعمل انظمة "Cwis See_whiz" على حماية منشآت الرادار والصواريخ الصينيه كما ان العديدة من المدارج التي بنتها الصين كبيرة بما يكفي لستضافه القاذفات المحملة بصوارخ طويلة المدى ومضادة للسفن في نهاية المطاف يمكن القضاء على جميع القواعد السبعة لتلك الجزر ولكن الاستثمار المكلف للغاية من حيث الصواريخ والاجهزه على حد سواء كما ستحتاج كل قاعدة الى ما يقارب من 100 صاروخ علاوة على ذلك فهناك حاجه ماسة الى كل قوة نارية لتحييد قواعد تلك الجزر وفتح بحر الصين الجنوبي مرة اخرى في الشمال دفاعا عن اليابان وكوريا الجنوبية وتايوان الذين بلا شك سيجدون انفسهم في مواجهة القوات الصينية واندلاع حرب اقليمية.
كما ان الاجهزة الامريكية الوحيدة التي يمكن ان تعمل داخل لفضاء البحري المتنازع عليه ستكون الغواصات كما لا يزال خفيا مكان وتمركز القوات الصينيه البحرية كانت استراتيجية الصين ناجحة للمطالبة ببحر الصين الجنوبي ولكن ربما قد ينشب عن ذلك حرب ولكن خمن الرئيس الصيني الحالي "شي جين بينغ" بشكل صريح أن الولايات المتحده الامريكية لن تخاطر ابدا بحرب شاملة مع قوة مثل الصين رغم امستمرار التوسع بشكل تدريجي والان وفي العام 2020 فقد تمكنت من فرض سيطرتها بالكامل على بحر الصين الجنوبي مستبعدة تدخل اي قوة اخرى.
إرسال تعليق